«السلطة الرابعة».. القصة الحقيقية وراء اللقب الذي منَح الصحافة نفوذها
كشف الكاتب الصحفي طاهر عبد الرحمن، الخلفية التاريخية لوصف الصحافة بـ«السلطة الرابعة»، مؤكداً أن الحكاية الشائعة عن المصطلح تختلف كثيراً عما يتداوله البعض اليوم.
وأوضح عبد الرحمن أن أصل المصطلح يعود للكاتب الإنجليزي ويليام هازليت، الذي أطلقه بالمصادفة دون أن يقصد منح الصحافة هذا اللقب بشكل مؤسسي. فخلال إحدى جلسات البرلمان البريطاني، لاحظ هازليت وجود مندوب لإحدى الصحف داخل القاعة، فأشار إليه قائلاً لأحد أصدقائه: «هذا هو ممثل السلطة الرابعة».
لم يكن هازليت يتحدث عن سلطة إعلامية قائمة بذاتها، وإنما كان يقصد أن مندوب الجريدة، ومعه صحيفته يمثلان سلطة الرأي العام في مواجهة السلطات الثلاث التقليدية: التشريعية والتنفيذية والقضائية.
ويضيف عبد الرحمن أن المصطلح أُعجب الصحفيين آنذاك، فتبنّوه ومنحهم بدوره مكانة خاصة في المجتمع ودوراً رقابياً مهماً.
ومع مرور الوقت أصبح وصف «السلطة الرابعة» مرادفاً لدور الصحافة في مساءلة السلطة وكشف الحقائق، رغم ما تمر به المهنة من تحديات وظروف صعبة في بعض الدول اليوم.
وأشار إلى أن المفهوم لم يعد مقتصرا على الصحافة المطبوعة، بل امتد إلى كل وسيلة إعلامية وخبرية من الإذاعة إلى التلفزيون، وصولاً إلى منصات التواصل الاجتماعي، التي باتت جميعها أدوات رقابة وصوتا للرأي العام، وجزءاً فاعلاً من «السلطة الرابعة» الحديثة.

